عندما يطالع مسؤول التوظيف سيرتك الذاتية، فإن أول ما تقع عليه عينه غالبًا هو قسم المعلومات الشخصية. هذا القسم هو بطاقة التعريف الخاصة بك، والبوابة الأولى للتواصل معك. لذلك، فإن كتابته باحترافية ودقة قد يكون الفارق بين حصولك على مقابلة عمل أو تجاهل سيرتك تمامًا.
ومع تطور أنظمة الموارد البشرية مثل دوك سويت، أصبح تقييم السير الذاتية يتم آليًا عبر أدوات متقدمة مثل بوابة التوظيف وتصفية المتقدمين و نظام تتبع طلبات المتقدمين DocSuiteATS، حيث تساعد هذه التقنيات على فرز المرشحين بسرعة وفقًا لجودة بياناتهم ودقة معلوماتهم الشخصية.
أولاً: ما هي المعلومات الشخصية في السيرة الذاتية؟
المعلومات الشخصية هي الركيزة الأولى التي تبنى عليها سيرتك الذاتية، وهي الخطوة الأولى التي تعرّف صاحب العمل بك قبل أن ينتقل لقراءة خبراتك ومهاراتك. هذا القسم يحتوي على بيانات أساسية تسمح لمسؤول التوظيف بالتواصل معك بسهولة وسرعة، مثل الاسم، ووسائل الاتصال، والموقع الجغرافي، وروابطك المهنية.
عادةً ما يتم وضع المعلومات الشخصية في أعلى السيرة الذاتية لتكون واضحة ومباشرة، مما يضمن أن أول ما يراه القارئ هو هويتك وطريقة الوصول إليك.
ولا يقتصر دور هذا القسم على التعريف بك فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا مهمًا في ترك انطباع أولي إيجابي، خاصة في ظل اعتماد العديد من الشركات على أنظمة فرز السير الذاتية الآلية ATS مثل DocSuiteATS، والتي تقوم بقراءة هذه المعلومات وتحليلها للتأكد من توافقها مع معايير الوظيفة المطلوبة.
لذلك، فإن كتابة المعلومات الشخصية بأسلوب احترافي ومنظم ليست مجرد خطوة شكلية، بل هي عنصر أساسي قد يحدد ما إذا كانت سيرتك ستصل ليد مدير التوظيف أم ستتوقف عند المرحلة الآلية للفرز.
ثانياً: المعلومات الشخصية الأساسية التي يجب تضمينها
- الاسم الكامل
الاسم هو أول ما يتعرف عليك من خلاله مسؤول التوظيف، لذا يجب كتابته بشكل واضح وكامل، مع تجنب استخدام الألقاب أو الاختصارات غير الرسمية.
يفضل أن يكون الاسم بخط أكبر قليلًا من باقي النص في السيرة الذاتية لإبرازه، ويمكن كتابته باللغتين العربية والإنجليزية إذا كانت الوظيفة في بيئة عمل دولية.
نصيحة: إذا كان اسمك شائعًا جدًا، يمكنك إضافة اسم الأب أو الجد للتمييز، دون إطالة غير ضرورية.
بيانات الاتصال
- رقم الهاتف
يجب أن يكون رقم هاتفك مفعّلًا ويمكنك الرد عليه بسهولة، مع التأكد من أن خدمة البريد الصوتي مفعّلة وتحتوي على رسالة ترحيبية احترافية في حال لم تستطع الرد.
من المهم أيضًا إضافة رمز الدولة إذا كانت الوظيفة خارج بلدك.
- البريد الإلكتروني
اختر بريدًا إلكترونيًا احترافيًا يعكس الجدية، ويفضل أن يتضمن اسمك بدلًا من أرقام أو كلمات غير مناسبة (مثل: ahmed.salem@email.com).
تجنب تمامًا العناوين التي تحتوي على أسماء مستعارة أو كلمات غير مهنية.
معلومة تقنية: أنظمة مثل DocSuiteATS تلتقط بيانات الاتصال تلقائيًا من سيرتك، وأي خطأ في كتابتها قد يجعل التواصل معك مستحيلًا.
- العنوان أو المدينة
يكفي في معظم الحالات ذكر المدينة أو المنطقة التي تقيم فيها، مثل: "القاهرة – مصر" أو "الرياض – السعودية".
لا حاجة لكتابة العنوان الكامل إلا إذا طلب ذلك في إعلان الوظيفة.
إذا كنت مستعدًا للانتقال الجغرافي، يمكنك الإشارة إلى ذلك في خانة منفصلة لزيادة فرصك.
- الروابط المهنية
إضافة روابط مهنية يعزز مصداقيتك ويتيح لصاحب العمل الاطلاع على أعمالك أو إنجازاتك.
رابط ملفك على LinkedIn محدثًا واحترافيًا.
- رابط موقعك الشخصي أو معرض أعمالك (Portfolio) إذا كنت تعمل في مجال التصميم، البرمجة، أو المحتوى.
روابط حسابات مهنية أخرى مثل GitHub أو Behance حسب تخصصك.
نصيحة: تأكد من أن الروابط تعمل بشكل صحيح، لأن بعض أنظمة التوظيف، مثل DocSuite، قد تفشل في أرشفة بياناتك إذا كانت الروابط معطلة.
ثالثاً: المعلومات التي يفضل عدم كتابتها
على الرغم من أن قسم المعلومات الشخصية في السيرة الذاتية مهم، إلا أن هناك بيانات يُستحسن تجنب إدراجها لأنها إما غير ضرورية أو قد تضر بفرصك في القبول، خاصة مع أنظمة الفرز الآلي مثل DocSuiteATS التي تركز على المؤهلات والمهارات بدلًا من المعلومات الشخصية الحساسة.
تاريخ الميلاد أو العمر
إضافة تاريخ الميلاد أو العمر قد يفتح المجال لأحكام مسبقة مرتبطة بالسن، مما قد يؤثر سلبًا على فرصك، حتى وإن كان ذلك بشكل غير مقصود.
استثناء: إذا كان إعلان الوظيفة يشترط عمرًا محددًا (مثل وظائف الطيران أو الأمن)، عندها يمكن ذكره بشكل مختصر.
الحالة الاجتماعية
الحالة الاجتماعية (أعزب، متزوج، إلخ) لا تعكس قدراتك المهنية أو مهاراتك، وبالتالي فهي غير ذات صلة بعملية التوظيف.
في بعض الدول، قد يعتبر ذكر هذه المعلومات انتهاكًا للخصوصية أو مخالفًا لسياسات عدم التمييز.
الصورة الشخصية
وضع صورة شخصية قد يؤدي إلى تحيزات غير مهنية مرتبطة بالمظهر.
إضافة إلى ذلك، بعض أنظمة الفرز الآلي تتجاهل الصور تمامًا ولا تأخذها في الاعتبار، مما يجعلها مساحة مهدورة في السيرة الذاتية.
استثناء: في الوظائف الإبداعية أو التمثيلية أو الإعلامية، قد تكون الصورة مطلوبة.
الرقم القومي أو بيانات حساسة
كتابة الرقم القومي، رقم جواز السفر، أو أي بيانات رسمية حساسة قد يعرضك لمخاطر سرقة الهوية أو الاحتيال.
هذه المعلومات ليست ضرورية في مرحلة التقديم الأولية، ويمكن تقديمها فقط بعد توقيع عقد العمل أو عند الطلب بشكل رسمي من الشركة.
ملاحظة مهمة: تجنب إضافة أي معلومات شخصية لا ترتبط بشكل مباشر بالوظيفة، لأن DocSuiteATS والأنظمة المشابهة تقوم بتحليل النصوص بحثًا عن الكلمات المفتاحية المرتبطة بالمهارات والخبرة، وليس التفاصيل الشخصية غير ذات الصلة.
رابعاً: نصائح لكتابة المعلومات الشخصية باحترافية
نصائح لكتابة المعلومات الشخصية باحترافية
كتابة المعلومات الشخصية ليست مجرد إدراج بياناتك في أعلى الصفحة، بل هي عملية تتطلب دقة وترتيبًا حتى تترك الانطباع الصحيح من اللحظة الأولى. إليك أهم النصائح التي تساعدك على عرض بياناتك بأعلى مستوى من الاحترافية:
تأكد من تحديث بياناتك باستمرار
قبل إرسال السيرة الذاتية، راجع دائمًا رقم الهاتف، البريد الإلكتروني، وروابطك المهنية للتأكد من أنها محدثة وصحيحة.
مثال: إذا قمت بتغيير رقم هاتفك ولم تحدّثه في السيرة الذاتية، قد يحاول مسؤول التوظيف الاتصال بك دون جدوى، مما يؤدي إلى ضياع الفرصة.
استخدم بريدًا إلكترونيًا احترافيًا
ابتعد عن الأسماء المستعارة أو العشوائية التي لا تعكس الجدية، واختر بريدًا يحتوي على اسمك أو اختصاره.
خطأ شائع: استخدام بريد مثل coolguy123@email.com — هذا قد يعطي انطباعًا غير مهني.
رتب المعلومات بشكل منظم وواضح
ضع بياناتك الشخصية في أعلى السيرة الذاتية بشكل مرتب، مع استخدام فواصل أو أيقونات بسيطة لسهولة القراءة.
مثال:
الاسم: أحمد سالم | الهاتف: +201234567890 | البريد: ahmed.salem@email.com
اجعلها مختصرة ومباشرة
تجنب التفاصيل الزائدة مثل كتابة عنوانك بالكامل أو إضافة بيانات لا علاقة لها بالوظيفة، حتى لا تُشتت القارئ.
معلومة مهمة: أنظمة التوظيف الذكية مثل DocSuiteATS تقوم بقراءة بياناتك الشخصية وتحليلها تلقائيًا. أي خطأ في رقم الهاتف أو البريد الإلكتروني، أو كتابة البيانات بشكل غير منظم، قد يجعل سيرتك تُستبعد من القائمة النهائية قبل أن يراها مسؤول التوظيف البشري.
لذلك، فإن الدقة والوضوح هنا ليسا مجرد خيار، بل هما ضرورة أساسية لعبور المرحلة الأولى من التصفية.
خامساً: أخطاء شائعة يجب تجنبها
على الرغم من أن كتابة قسم المعلومات الشخصية قد يبدو بسيطًا، إلا أن بعض الأخطاء الشائعة يمكن أن تقلل من احترافية سيرتك الذاتية، بل وقد تؤدي إلى استبعادك من عملية التوظيف تمامًا، خاصة مع وجود أنظمة فرز آلي مثل DocSuiteATS التي تدقق في دقة البيانات وصحتها.
وضع بيانات قديمة أو غير صحيحة
إرسال سيرة ذاتية تحتوي على رقم هاتف غير محدث أو بريد إلكتروني لم تعد تستخدمه قد يؤدي لضياع فرص التواصل معك.
مثال: مرشح قدم سيرة ذاتية ببريد إلكتروني قديم، فلم يتمكن مسؤول التوظيف من إرسال دعوة المقابلة، مما أدى لاستبعاده.
إضافة معلومات شخصية غير متعلقة بالوظيفة
كتابة تفاصيل مثل الهوايات الشخصية، أو الحالة الصحية، أو أسماء أفراد العائلة، لا تضيف أي قيمة لعملية التوظيف، بل قد تشتت القارئ عن مؤهلاتك الحقيقية.
نصيحة: التزم فقط بالمعلومات التي تساعد على تقييمك كمرشح للوظيفة.
الإكثار من التفاصيل التي قد تشتت القارئ
السيرة الذاتية ليست المكان لسرد قصة حياتك، بل يجب أن تكون مختصرة وواضحة.
خطأ شائع: كتابة عنوان المنزل كاملًا مع تفاصيل الشارع والعمارة، أو كتابة ثلاثة أرقام هواتف مختلفة. هذا يربك مسؤول التوظيف ويجعل القراءة مرهقة
تحذير مهم: أنظمة مثل DocSuiteATS تتعامل مع البيانات بشكل آلي، وأي تكرار أو تفاصيل زائدة قد تربك الخوارزميات وتجعل السيرة تُصنف على أنها غير منظمة، مما يقلل من فرص ظهورها في قائمة المرشحين المؤهلين.
الخاتمة، قسم المعلومات الشخصية هو مفتاحك الأول للوصول إلى فرصة العمل. اجعله بسيطًا، واضحًا، ومحدثًا دائمًا. وتذكر أن في عصر الأنظمة الذكية مثل دوك سويت، جودة هذا القسم قد تحدد مصير طلبك من اللحظة الأولى.